أخبار الاقتصاد

تمويلات في الطريق.. مفاجأة من صندوق النقد الدولي لمصر

ارتفعت ثقة المؤسسات الدولية في مستقبل مصر الاقتصادي بسبب الإجراءات التي تنتهجها الحكومة المصرية للتعامل المتوازن مع الأزمات والتحديات التي تواجهها مصر، عن طريق اتباع سياسات مالية أكثر قدرة على تحقيق الانضباط المالي، وتعمل على خفض معدلات الدين والعجز للناتج المحلي.

كما تعمل الحكومة على المضي قدما في تنفيذ إصلاحات هيكلية تعزز النمو الاقتصادي من خلال إفساح المجال للقطاع الخاص حيث يعتبر قاطرة التنمية الشاملة والاستثمار.

كما توقعت تقارير المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي، تحسين مصر لأوضاعها وحدوث أداء إيجابيا للاقتصاد المحلي خلال الفترة المقبلة.

قرض الصندوق النقد الدولي

وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك في مؤتمر صحفي عقد منذ عدة أيام، أن الصندوق يجري محادثات مع الأطراف المصرية بشأن تقديم تمويل إضافي في إطار البرنامج الحالي، وزيادة الدعم عما كان متفق عليه في ديسمبر من العام الماضي.

وأوضحت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، أن المحادثات مع الحكومة المصرية حول برنامج إضافي ستستمر في الأسابيع القادمة من أجل حسم ذلك، ومن أجل استتكمال المراجعتين الأولى والثانية لبرنامج تسهيلات التمويل الممدد التي تم تأجيلها عدة مرات.

ويعتبر صندوق النقد الدولي، أن زيادة التمويل المقدم لمصر أمر أساسي إذ تتضرر البلاد من الصعوبات الاقتصادية التي يشكلها الصراع والحرب التي تقودها إسرائيل على قطاع غزة، بما في ذلك التأثير المحتمل على عائدات السياحة، بحسب وكالة “رويترز”.

وفي هذا الصدد، التقي حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري، مع كريستالينا چورچييڤا، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي خلال فعاليات قيمة المناخ (COP28) المنعقدة في دبي التي تم عقدها في بداية ديسمبر الجاري، حيث استعرض اللقاء ما حققه الاقتصاد المصري من إنجازات على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية، وجهود الدولة في تعظيم دور القطاع الخاص في التنمية والتطوير ومواصلة تعزيز الإصلاحات الهيكلية المتعلقة بالسياسات المالية.

وأشادت المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، بإدارة البنك المركزي المصري لملف السياسة النقدية خلال الفترة الاستثنائية الحالية، وتوقعت خلال اللقاء أن يتم رفع حجم قرض الصندوق لمصر بسبب العبء الإضافي وتأثير الأحداث المحيطة في الشرق الأوسط.

وأشادت المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، بمرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات الإقليمية والعالمية.

وتتعاون مصر مع صندوق النقد الدولي، منذ ديسمبر الماضي في تنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي مدته 46 شهرا بتمويل قيمته 3 مليارات دولار يصرف على شرائح، وصرفت مصر الشريحة الأولى منه بنحو 350 مليون دولار.

ومنذ أكثر من شهر، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إن الصندوق يدرس بشكل جدي زيادة محتملة لبرنامج القروض لمصر البالغ 3 مليارات دولار نتيجة الصعوبات الاقتصادية الناجمة في المنطقة بين إسرائيل وحماس.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إنها عقدت اجتماعا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، للحديث عن الإصلاحات الاقتصادية التي أجرتها البلاد في الفترة الأخيرة، مؤكدة “دعم الصندوق لهذه الإصلاحات”.

وقالت جورجيفيا، إن مصر قد قامت بإصلاحات عديدة من أجل تطور الاقتصاد والتقدم للأمام والتغلب على التحديات، وهذا خلق كثيرا من الفرص للقطاع الخاص واستثماراته، بالإضافة إلى الدعم الحكومي الموجه للمستثمرين في القطاع معقبة: “قد ناقشنا كيف يمكننا دعم هذا التوجه”.

وأكدت مديرة صندوق النقد الدولي، أن صندوق النقد من أكبر الداعمين لمصر ونعرف أنها تواجه تحديا خاصا كبيرا بسبب الحرب بين حماس وإسرائيل، وأيضا بالأزمات في الدول المجاورة مثل السودان، مضيفة ولكننا نقدر الالتزام الذي تظهره مصر بخصوص الإصلاحات الاقتصادية ونحن معهم في هذا التوجه”.

وفي سياق متصل، قال وزير المالية الدكتور محمد معيط، إن الاحتياجات التمويلية الخارجية لمصر يحددها البنك المركزي المصري؛ لأنها تتغير بصفة دائمة، ولا يمكن حصرها بين 3 إلى 6 مليارات دولار، مشيرا إلى أن التصريحات الصادرة عن مديرة صندوق النقد الدولي، تصريحات إيجابية ومن المتوقع أن نسمع أخبارا جيدة عن التعاون مع صندوق النقد الدولي”.

وأضاف معيط، في تصريحات تليفزيونية، أن مراجعة الاقتصاد المصري وما اتخذته الحكومة من إصلاحات، كان من المفترض أن تتم خلال نوفمبر الماضي لكن هذا لم يحدث، ومصر تعمل بشكل جيد مع صندوق النقد الدولي، والعلاقة بينهما ممتدة والمشاورات متواصلة، رافضا الإدلاء بأي تصريحات حول حقوق السحب الخاصة (شرائح القروض) التي يمكن الحصول عليها من الصندوق.

وعبر المسئولين في صندوق النقد الدولي، عن رغبة الصندوق في زيادة التمويل الممنوح لمصر، وتنتظر مصر القرار في هذا الشأن، والصندوق لديه قواعد خاصة من أجل منح التمويل.

تصريحات صندوق النقد الدولي جاءت في توقيت هام

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي، أحمد معطي، إن تصريحات مديرة صندوق النقد الدولي تصريحات مهمة في توقيت هام وفارق، وهي تشير إلى أن الصندوق “فتح الدعم لمصر وبدون شروط”.

وأوضح معيط، أن تصريحات الصندوق تشيد بدور الرئيس السيسي؛ لأن التغير في الموقف جاء بعد لقائه مع مديرة الصندوق، وأسلوبه الحكيم وطريقته في الاقناع، وإثبات ان الحكومة المصرية تقوم بمجهودات كبيرة من أجل الإصلاح والمشروعات التنموية بمصر

وتابع وزير المالية، أن مديرة الصندوق ترى أن المشروعات التنموية التي لم تتوقف، والدعم الكامل من قبل الدول العربية وزيادة استثماراتها في مصر وتجديد ودائعها يضاعف من حالة الثقة في قوة الاقتصاد الوطني وقدرته على التغلب على التحديات وتجاوزها.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد المصري استطاع في ظل التحديات التي تواجه العالم أن يثبت قدرته على الصمود، وهو ما انعكس على تصريحات وإشادات مختلف المنظمات الاقتصادية الدولية.

وقال رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب الدكتور فخري الفقي، إن التصريحات الإيجابية لمدير صندوق النقد الدولي التي أدلى بها منذ عدة أيام، الخاصة بدراسة زيادة التمويل المقدم لمصر من 3 مليارات إلى 5 مليارات دولار، لا تتم إلا بالتوافق بين الطرفين.

وأضاف فخري الفقي، أن التصريحات من قبل صندوق النقد الدولي، تنم عن وعي بالظروف المحيطة الغير مسبوقة التي مرت بها الدولة، حيث أن مصر تستحق فهي تدير التداعيات بعقلانية شديدة، مشيرة إلى أن مصر لها الحق أن تحصل على مزيد من التمويل من صندوق النقد، سواء بزيادة المبلغ المتفق عليه أو من خلال تمويل استثنائي يقدم لها.

وتعتبر مصر مؤهلة للحصول على التمويل الاستثنائي الإضافي المنتظر من قبل صندوق النقد الدولي، والذي يعد بتيسيرات متعددة ويسدد على 20 عاما وفترة سماح 10 سنوات ونصف.

واستطاعت مصر خلال الفترة الماضية، تحقيق مؤشرات اقتصادية إيجابية على مدار التسع السنوات الماضية؛ مقارنة بنظيرتها منذ نحو 43 عامًا، رغم التحديات الاقتصادية المتتالية التي مرت بها منذ انتشار فيروس كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من الأزمات

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى