أخبار الاقتصاد

ما هي الدوافع التي تحرك أسعار النفط الخام؟

لقد هوت أسعار النفط الخام وتكبدت خسائر فادحة لثاني مرة في أقل من أسبوع، ففي يوم 14 حزيران/يونيو هبط النفط الخام الأمريكي بنحو 4% ليصل سعر البرميل عند أقل من 45 دولار، وفي يوم 20 حزيران/يونيو هبطت الأسعار مرة أخرى خاسرة أكثر من 3% ليصل سعر البرميل عند 43.23 دولار للبرميل.

وقد ذكرت الكثير من التحليلات الصادرة عن العديد من الشركات المالية مثل investing.com وشركة اي فوركس و eToro أن الأسباب الحقيقة وراء التدني الشديد لأسعار النفط، فبعض التحليلات تقول أن السبب هو تقرير المخزونات الأمريكية الأعلى من المتوقع، والبعض يقول أن السبب هو قيام بعض الدول غير المشاركة في اتفاق تخفيض مستويات الانتاج برفع انتاجها وبالأخص في ليبيا ونيجيريا، ولكن في الواقع إن الخسائر الحادة والمفاجئة في الأسعار ليس لها تفسير واضح حتى الآن.

من الممكن أن نعتبر أن السبب هو رفع كل من ليبيا ونيجريا انتاجها بأقصى طاقتها، ولكن لن يكون هذا هو السبب الوحيد حيث أن تلك الدول قامت من قبل برفع انتاجها خلال هذا العام ولم يحدث هذا الانهيار الحاد والمفاجئ  في الأسعار.

في الحقيقة هناك مجموعة من الأسباب مجتمعة دفعت بأسعار النفط للتراجع الحاد في تلك الفترة وهي كالآتي:

1 .ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي خلال الأسبوع الماضي وتسجيله رقمًا قياسيًا جديد وهو الأعلى الإطلاق، حيث وصل الانتاج اليومي عند 17.6 مليون برميل، بالرغم من إظهار التقارير تراجع المخزونات الأمريكية خلال الأسبوع الماضي.

2 .تزايد توقعات أهم صناديق الاستثمار العالمية وعلى رأسهم صندوق “أندوراند” الأبرز في تداول النفط بانخفاض أسعار النفط على المدى القريب.

3 .استمرار تزايد عدد الآبار المحفورة للنفط الصخري الأمريكي، فقد أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرًا في نهاية آيار/مايو أشارت فيه إلى وصول عدد الآبار المحفورة إلى 5946 بئر وهو الأعلى في ثلاث سنوات، الأمر الذي يشير إلى استمرار ارتفاع إنتاج النفط الصخري.

وعلي الرغم مما تشهده أسواق النفط من خسائر إلا أن هناك بعض الدوافع التي قد تؤدي إلى رفع الأسعار على المدى القريب وهي كالآتي:

1 .قالت منظمة أوبك أن نسبة التزام الدول المشاركة في الاتفاق بتخفيض الحصص السوقية المقررة لها بلغت نسبة 106% لشهر أيار/مايو.

2 .إعلان المملكة العربية السعودية بأنها قامت بتخفيض صادراتها النفطية خلال شهر نيسان/ أبريل بنحو 3%، كما قالت أن إنتاجها ما زال دون حاجز 10 مليون برميل يومي.

3 .من المحتمل أن تقلص الشركات العاملة في مجال التنقيب على النفط الصخري من نشاطها خلال الفترة القادمة بسبب تأثرها أسعار النفط المنخفضة دون حاجز 50 دولار للبرميل بالإضافة إلى التكاليف العالية التي تتكبدها الشركات.

4 .تصريحات وزير الطاقة السعودي “خالد الفالح” الأخيرة بأن بنية الأسواق تتجه نحو الطريق الصحيح وأن اتفاق تخفيض الإنتاج الذي أعدته أوبك يحتاج إلى المزيد من الوقت يأتي بثماره خاصة في ظل معدلات المخزونات العالمية المرتفعة وأيضًا حجم المعروض المرتفع، أما عن تحليل للخسائر الأخيرة في أسعار النفط فيرى أنها ليست إلا عمليات مضاربة وأنها نتيجة لمتغيرات لا يمكن توقعها وخارجة عن سيطرة الدول المنتجة للنفط.

5 .قالت الحكومة الصينية أنها سترفع الواردات النفطية من الشركات الخاصة المتعاقدة معها بقيمة 1.83 مليون برميل يومي، وهذا يعني استيراد المزيد من النفط الخام مما سيؤثر على معدلات الطلب الصينية خلال الفترة المقبلة.

6 .من المحتمل أن تدعم أسعار النفط الأخبار الواردة عن خليج المكسيك حيث تشكلت عاصفة “سيندي” في الخليج الأمر الذي من المحتمل أن يؤدي إلى غلق منصات الحفر البحرية كما من المحتمل أن يغلق ميناء لويزيانا البحري للنفط الذي يستخدم في تفريغ الناقلات النفطية.

في الواقع إن ما تعيشه حاليًا أسواق النفط يعبر أن السوق لا تسيطر عليه دوافع قوية، وفي غياب تلك الدوافع تستغل المؤسسات المالية والاستثمارية الكبرى ظروف الأسواق لتضخيم المضاربات على الأسعار، وهذا ما يظهر في تراجعات حادة أو ارتفاعات حادة على السواء كما حدث خلال الأسبوع الماضي.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى