أخبار مصر

بينها آثار الفيروس على المتعافين.. 4 ألغاز لكورونا ما تزال تحير العلماء

ينكّب فريق من الأخصائيين في منظمة الصحة العالمية على دراسة أربعة ألغاز ما زال العلم عاجزًا عن فكّها حول فيروس كورونا المستجد، بالتنسيق مع عشرات مراكز البحوث والمختبرات في شتّى أنحاء العالم، تدور حول: ما هي مسارات سريانه بالضبط؟ هل ينتقل الفيروس من المصابين الذين لا تظهر عليهم عوارض؟ ما هي المناعة التي تتولّد من الإصابة به؟ وما هي الآثار التي يخلّفها لدى المتعافين؟

 

وأوضح تقرير أعدّه فريق من العلماء، نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”، أنه منذ الأشهر الأولى بعد اكتشاف الفيروس، لاحظ باحثون عندما كانوا يعالجون بعض المرضى أن العدوى عبر الهواء ممكنة، عندما يستنشق شخص قريب منهم الرذاذ الذي يحمل الفيروس على مسافة قريبة.

إلا أن منظمة الصحة العالمية، ظلّت تستبعد السريان عبر الهواء حتـى الأسبوع الماضي، عندما أقرّت بأن ثمّة حالات معيّنة في أماكن مغلقة انتقلت فيها العدوى عبر الهواء.

 

ولا يعرف بعد ما هي المواصفات التي تجيز مثل هذا السريان، ونسبة تأثيره على انتشار الوباء.

 

ولا تزال المنظمة تصرّ على أن التواصل عن قرب هو المسبّب الرئيسي للانتشار عبر الحبيبات الصغيرة التي لا تراها العين المجرّدة، إضافة إلى السريان عن طريق لمس الأماكن التي تقع عليها هذه الحبيبات، الأمر الذي يستدعي غسل الأيدي باستمرار وتعقيم الأماكن. ولن يتمكّن الباحثون بعد من تحديد الشحنة اللازمة من الفيروس للإصابة عند تنشّقها.

 

وجاء في تقرير المنظمة: “لا بد من بحوث عاجلة، متطورة وعالية الجودة، لتحديد أهمية مسارات العدوى، وكمّية الفيروس التي تسبّب الإصابة، ومدى خطورة الانتشار قبل ظهور العوارض، والمراحل السابقة لظهورها”.

 

وساد الاعتقاد في مراحل الانتشار الأولى بأن العدوى تنتقل من المصابين فقط في حال ظهور عوارض المرض عليهم، لكن تبّين لاحقًا أن العدوى من الذين لا تظهر عليهم عوارض كانت سببًا رئيسيًا في الانتشار، لصعوبة رصدها.

 

ويشير التقرير إلى ضرورة التمييز بين المصابين الذين لا تظهر عليهم عوارض أبدَا، وأولئك المصابين الذين هم في المرحلة السابقة لظهور العوارض، وما زالت المعلومات عن نسبة السريان وظروفها غير كافية حتى الآن في الحالتين.

 

وعن لغز المناعة التي تولّدها الإصابة بكورونا، يوضح التقرير “أننا ما زلنا نجهل كل شيء عنها، فالقرينة العلمية الثابتة تقول إن الجسم عندما يتعرّض للإصابة بفيروس تتولّد مضادات الأجسام التي تكسبه مناعة، لكن في حالة كورونا ليس معروفًا بعد مقدار هذه المناعة، ولا الفترة التي تدومها”.

 

أما حالات الفيروسات الأخرى المعروفة فتدوم المناعة عادة بين سنتين وثلاث سنوات، لكن أبحاث أجريت في مناطق عدة من العالم بيّنت أن 27% من المصابين الذين تعافوا من كورونا لا يتمتعون بالمناعة بعد شهرين فقط من إصابتهم.

 

فهل يعني ذلك أن أولئك الأشخاص قد يصابون مجددًا بالفيروس؟ الإجابة ليست واضحة بعد على هذا السؤال، علمًا بأن جهاز المناعة قادر على توليد ذاكرة تمكنّه من إنتاج مضادات الأجسام عند الحاجة، كما أن الخلايا اللمفاوية يمكن أن توفّر الحماية للجسم، بمجرّد أن تكون قد تعرّضت لفيروسات أخرى، كما تبيّن عند بعض الذين لم يصابوا بكورونا.

 

كما يستفاد من دراسات عدة يتضمّنها التقرير أنه ليس من الواضح بعد إذا كان كل الذين يصابون بالفيروس التاجي يولّدون مضادات الأجسام، وما هي مدة فعالية هذه المضادات في حال وجودها، وما هو مدى المناعة التي توفّرها، وإذا كانت المناعة موجودة أصلاً عند بعض الأشخاص الذين لم يصابوا بالوباء.

 

الإجابة عن هذه الأسئلة ممكنة معمليًا، لكنها تقتضي تحليلات ومقارنات طويلة ومعقّدة، ولا بد من تبسيطها للتعويل على استخدامها بشكل روتيني في كورونا.

 

ويبقى اللغز الأخير حول الآثار التي يتركها الفيروس على المرضى المتعافين، والتي يشير التقرير إلى أنه من المبكر جدًا الحديث عنها بلغة الجزم واليقين، فالمرض الجديد لم يمضِ على ظهوره سوى ستة أشهر.

وتوضح الدراسات التي أجريت حتى الآن، والتي يدعو التقرير إلى مقاربتها بقدر من الحذر والترقّب، أن الإصابة بكوفيد 19، تؤدي إلى تليّف في الرئتين، غالبًا بعد العلاج في العناية الفائقة، وصعوبة في التنفّس، وتخثر في الأوعية الدموية، كما تؤثر على وظائف القلب والكبد والكلى والجهاز العصبي، وتتسبّب في حالة من الإنهاك في غالب الأحيان.

 

أيضًا من العوامل التي تؤثر على المتعافين، العمر والأمراض السابقة وخطورة الإصابة، لكن لا توجد حتى الآن استنتاجات قاطعة حول كيفية هذا التأثير وظروفه.

 

كما أن هناك أشخاصًا مرّت أشهر على إصابتهم بالفيروس، ولا تزال الفحوصات تظهر أنهم مصابون، ويعانون من ارتفاع الحرارة والإنهاك، من دون أن يُعرف لماذا ومتى يحدث ذلك.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى