أخبار التكنولوجيا

الهواتف الذكية بين أيدي الأطفال: رحلة بين فوائدها ومضارها

في العالم الرقمي الذي وصلنا له، بات استخدام الهواتف الذكية يتزايد يوماً بعد يوم بشكل طردي، ولا يقتصر الأمر على البالغين فقط، بل يشمل الأطفال من جميع الأعمار، بما في ذلك أولئك الذين لم يتجاوزوا عمر السنتين حتى! إذ بدأ ما نسبته أكثر من نصف الأطفال دون سن 11 عاماً استخدام الهواتف الذكية لأغراض مختلفة ومتنوعة من التسلية إلى التعلم وغيرها بحسب دراسة نشرت في الإذاعة الوطنية العامة.

الأثر الإيجابي لاستخدام الأطفال للهواتف الذكية

في حين أنه قد يكون من البديهي التركيز مباشرة على عواقب استخدام الأطفال للهواتف الذكية، إلا أنه لا يمكن تجاهل فوائدها بداية والتي تتمثل في:

  • التعلم الذاتي: يمكن للأطفال التعلم عبر الإنترنت عبر العديد من الطرق المختلفة، كمشاهدة مقاطع الفيديو على يوتيوب، أو الاطلاع على الإستفسارات التي يقدمها موقع إجابة، أو حتى قراءة بعض الدروس التعليمية المبسطة والمرتبطة بالتعليم المدرسي لفئاتهم العمرية.
  • تحقيق الاكتفاء الذاتي للطفل: من خلال التوجيه والدعم المبكر. إذ يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على تعلم كيفية التنظيم الذاتي للوقت الذي يقضونه على الهواتف مما يساعد في إعدادهم لمرحلة الشباب والمراهقة التي تتطلب تنظيماً ذاتياً كبيراً.
  • محو الأمية الرقمية: عندما يستخدم الأطفال الهواتف الذكية فإنهم يعدون أنفسهم بشكل فعال للتعامل مع التقنيات المستقبلية دائمة التطور. 
  • الوصول إلى خدمات الطوارئ: في حالات الطوارئ التي قد تحدث، يساعد امتلاك الطفل لهاتف ذكي في العثور على المساعدة بسهولة أكبر.

الأثر السلبي لاستخدام الأطفال للهواتف الذكية

حظيت عيوب استخدام الأطفال للهواتف الذكية بالاهتمام في السنوات الأخيرة، وبدأ القلق يلفّ الأوساط الأكاديمية والصحفية وغيرها من زيادة وصول الأطفال إلى الهواتف. كما نشرت دراسة أجريت على 1642 طفلاً في الصف الأول تؤكد على أن الاستخدام الروتيني المتكرر للأجهزة المحمولة يرتبط بالعديد من المشاكل السلوكية والجسدية في مرحلة الطفولة، ويمكنك كأب أن تطالع الكثير من الإجابات عن تساؤلاتك في باب أسئلة في التعامل مع الأطفال لمعرفة أبرز عواقب ترك الهواتف في أيدي أطفالنا الصغار؟

مشاكل الرؤية وتلف البصر

على الرغم من عدم وجود بحث يثبت أن النظر إلى الشاشات لوقت طويل يمكن أن يسبب تلفاً دائماً في العين، فمن المعروف للجميع أن ذلك يسبب مشاكل مختلفة. وبينما يعاني العديد من البالغين الذين يستخدمون الهواتف بشكل مفرط من تعب في العين، فمن المؤكد أن الأطفال لن يكونوا في منأى عن مثل هذه الإصابات؛ بل وتحتمل إصابتهم بإجهاد العين الرقمي منذ سن صغيرة للغاية نظراً لاستخدامهم المطول للهواتف، وهو ما يسبب لهم عدم وضوح في الرؤية وجفافًا في العين وألماً وإرهاقاً.

مخاطر الإصابة بالأورام

إذ أظهرت العديد من الدراسات تزايد احتمالية الإصابة بالسرطان عند مفرطي استخدام الموبايل. وبالرغم من محدودية الأدلة المتوفرة حتى الآن، إلا أن ذلك لا ينفي أن هذا الاحتمال يمثل مدعاة للقلق.

تدني الإنتاجية والقدرة على التعلم

أكد العديد من الباحثين أن الهواتف الذكية تؤثر في التنمية الاجتماعية للأطفال، وتعيق تنمية مهاراتهم اللازمة لتعلم الرياضيات والعلوم وغيرها من المعارف. 

ونظراً لكون العديد منهم يحمل هاتفه الذكي في المدرسة والصفوف، فبكل تأكيد سيسبب ذلك إيلاء الأولوية للهواتف والتسلية على الانتباه على الدروس والحصص التعليمية، واستخدامها في الحصول على إجابات بعض الاختبارات أو الوظائف والدروس دون تفكير، وخاصة في ظل انتشار بوتات الدردشة التي توفر لهم بثوانٍ قليلة الإجابة بشكل تفصيلي بمجرد كتابة سؤال سريع، ما يؤدي إلى تراجع المستوى التعليمي للطفل شيئاً فشيئاً.

اضطرابات النوم

يستخدم معظم الأطفال هواتفهم الذكية قبل النوم وحتى ساعات متأخرة من الوقت مما يسبب لهم التعب والقلق ويقلّص وقت النوم لديهم. وخاصة أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات هواتفنا يضر بالعين ويخدع العقل ليشعره أن الوقت لا يزال نهاراً.

ونظراً لأن قلة النوم تؤثر على الأداء الأكاديمي ونمو إنتاجية الأطفال فمن الضروري وضع قواعد صارمة بشأن استخدام هواتفهم ليلاً.

التأثير على الصحة النفسية

يجعل استخدام الهواتف الذكية الأطفال مدمنين على وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة للتواصل مع الأصدقاء والتعرف على الاتجاهات الجديدة في العالم. لكن المشكلة الحقيقة تتمثل في خلق شعور المقارنة بينهم وبين أقرانهم مما قد يسبب لهم مشاكل واضطرابات نفسية وعدم الثقة بأنفسهم أو الرضا عن حياتهم.

وتشير الدراسات الحديثة أن استخدام الهواتف الذكية لساعة واحدة يومياً يلعب دوراً بارزاً في زيادة الاكتئاب والقلق بين الأطفال، فكيف إذا زادت مدة الاستخدام عن ذلك؟!

لذا يمكن القول أننا كآباء ومعلمين ومقدمي رعاية تقع على كاهلنا مسؤولية تثقيف أنفسنا حول أفضل الممارسات المتعلقة باستخدام الأطفال للهواتف الذكية لحمايتهم وحماية مستقبلهم وصحتهم النفسية والجسدية.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى