أخبار مصر

أبرزها العمل من المنزل.. إجراءات عاجلة من الحكومة لمواجهة مشكلة انقطاع الكهرباء

أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات هامة خلال مقابلة تلفزيونية بعد اجتماع الحكومة اليوم في مدينة العلمين الجديدة، بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، تم مناقشة فيها الإجراءات المتخذة لمواجهة مشكلة انقطاع الكهرباء.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه المشكلة بدأت في 17 يوليو الجاري، مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وهو التحدي الذي تواجهه مصر وغيرها من دول العالم بصورة غير مسبوقة. ولاحظ أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، قد أكد أيضًا أن يوليو هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق وأن التغير المناخي أصبح أمرًا مخيفًا، وما يحدث الآن هو مجرد بداية.

وأوضح مدبولي أن هذه التصريحات تلخص الأزمة المفاجئة التي تواجهها دول العالم خلال الأيام العشرة الماضية. وأكد حرصه على الرد على العديد من النقاط التي يتابعها بشكل يومي، والتي تثار في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشأن التنسيق الجاري بين الوزارات لحل هذا الموضوع والتدابير المتخذة لإدارة الأزمة.

وأكد رئيس الوزراء وجود تنسيق يومي بين وزارتي الكهرباء والطاقة المتجددة ووزارة البترول والثروة المعدنية بشأن تشغيل محطات الكهرباء. كما أوضح أن محطات الكهرباء في مصر تعتمد بشكل رئيسي على الوقود الأحفوري، وهو مزيج من الغاز الطبيعي والمازوت، اللذين يستخدمان لتشغيل الجزء الأكبر من محطات الكهرباء، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة من الشمس والرياح المرتبطة بالسد العالي ومشروعات الطاقة المتجددة الأخرى التي تُنفذها مصر.

وأكد أن 85% من تشغيل محطات الكهرباء يعتمد حاليًا على الوقود الأحفوري، وهو ما يتطلب توفير كميات كبيرة من الغاز الطبيعي والمازوت يوميًا لتلبية الطلب على الكهرباء أثناء فترات الذروة. وأوضح أن الحكومة تعمل على توفير هذه الكميات من خلال الشبكة الناقلة للغاز الطبيعي ومستودعات المازوت التابعة لوزارة البترول ومحطات إنتاج الكهرباء.

وأكد مدبولي أن الجزء الخاص بالغاز الطبيعي اللازم لتشغيل المحطات متوفر حاليًا من خلال الإنتاج المحلي. أما بالنسبة للمازوت، فإن الحكومة تنتج كميات منه داخليًا وتستورده كمية إضافية، وقد تم اتخاذ قرار في أبريل الماضي بوقف استيراد أي شحنات إضافية من المازوت والاعتماد على الإنتاج المحلي. وأوضح أن الإنتاج المحلي من المازوت كافٍ لتشغيل محطات الكهرباء خلال الظروف العادية، وقد يكون هناك حاجة بسيطة إلى استخدام كميات قليلة من المازوت في الظروف الطارئة.

وصرح رئيس الوزراء عن حجم الاحتياج اليومي من الغاز الطبيعي والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء. وأوضح أن الحجم المقدر بنحو 129 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي والمازوت هو المتوسط اليومي لتشغيل تلك المحطات منذ يوليو 2022 وحتى يونيو الماضي، باستثناء ثلاثة أيام فقط خلال العام الماضي شهدت تجاوزًا لهذا المعدل.

وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة استطاعت استيعاب الطلب المتزايد من خلال المخزون الاستراتيجي، والآليات التي تعمل بها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ووزارة البترول والثروة المعدنية.

وذكر أنه بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والاستهلاك المرتفع الناتج عنه، تم استخدام كل الإمكانات المتاحة من الغاز الطبيعي والمازوت في مخازن البترول والكهرباء للتعامل مع الأزمة، وذلك بالإضافة إلى تخفيف الأحمال وقطع بعض الكهرباء للتوفيق بين الطلب والعرض.

وشدد رئيس الوزراء على أن المشكلة ليست نقصًا في احتياطي الغاز الطبيعي لديهم، وأن الغاز متوفر بنفس الكميات كما هو معلن. ونفى أن الدولة تفضل تصدير الغاز بدلًا من توفيره للمواطنين، مؤكدًا أنه في أشهر الصيف يتم إيقاف تصدير الغاز بالكامل لأن الاستهلاك المحلي يكون أكبر، بينما يتم التصدير في فصول أقل استهلاكًا لتحقيق التوازن.

وختم رئيس الوزراء بأنهم يعملون على التعامل مع الأزمة بجميع الوسائل الممكنة والتنسيق مع الجهات المعنية لمواجهة تحديات ارتفاع درجات الحرارة المستمرة، وأوضح أنه يتم التحضير لتوقعات درجات الحرارة خلال أغسطس لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معها.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنهم يعملون بشكل دؤوب لمواجهة تلك الأزمة والبحث عن حلول فعالة لضمان استمرار توفير الكهرباء بشكل مستدام للمواطنين. وأكد على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الجهات الحكومية المعنية للتصدي لهذه التحديات الطارئة.

وفيما يتعلق بالتوربينات المستخدمة في تشغيل المحطات الكهربائية، أوضح أن درجات الحرارة العالية تتطلب كميات أكبر من الوقود للحفاظ على كفاءة عمل هذه التوربينات. وأشار إلى أنه في حالة عدم استخدام التدابير اللازمة للتخفيف من الأحمال، سيكون هناك حاجة لكميات إضافية من الغاز الطبيعي والمازوت لتلبية الطلب الزائد.

كما أوضح أن الحكومة كانت تأمل أن تنكسر الموجة الحارة في وقت معين، لكن الظروف الجوية لم تتغير كما كان متوقعاً، مما أدى إلى استمرار تأثيرها. وفي ضوء تلك التحديات المتوقعة، قال إن الحكومة تعمل على تحديد الوضع والتخطيط للتعامل مع أي ارتفاعات محتملة في درجات الحرارة خلال شهر أغسطس.

أخيراً، أكد رئيس الوزراء أنهم يعتمدون على التعاون والتضافر لتحقيق التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء، وسيعملون بكل جهودهم للتصدي للأوضاع الطارئة وضمان استمرارية توفير الكهرباء للمواطنين دون تأثير كبير على حياتهم اليومية. وتعهد بتقديم المعلومات والتحديثات الدورية للجمهور بشأن الوضع الحالي والإجراءات المتخذة للتعامل مع هذه الأزمة، بهدف نشر الوعي وتوجيه الجميع نحو استخدام الطاقة بشكل فعال وتقليل الاستهلاك الزائد خلال هذه الفترة الحرجة.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، بأسلوبٍ علميٍ محدد، أن المشروعات الكبيرة في قطاع الكهرباء التي قامت بها الدولة، قد فاقتفت لنا الطريق لمواجهة الأزمة الحالية. لولا هذه المشروعات لكنا سنواجه انقطاعات مستمرة في الكهرباء بشكل يومي. وأكد أن الأزمة الحالية مرتبطة بشكل مباشر بالحرارة الشديدة التي تشهدها البلاد وتعتبر غير مسبوقة في هذا التوقيت. ولكي نتجاوز هذه الأزمة، يجب أن نعمل جميعًا على ترشيد استهلاك الكهرباء وتقليل فترات انقطاع التيار الكهربائي.

وقال إنه تم التوافق على استيراد شحنات إضافية من المازوت للأيام القادمة بتكلفة تتراوح ما بين 250 إلى 300 مليون دولار أمريكي لتحقيق التوازن في الشبكة الكهربائية ومعالجة زيادة الاستهلاك. أكد أن هذه الأرقام لم تكن مُخططًا لها في الموازنة الحالية، لكن الدولة ستتمكن من تحمل هذا العبء الإضافي بالتعاون والتنسيق مع البنك المركزي.

كما أوضح أنه تم توجيه الجهات بتحقيق المزيد من الترشيد في الإنارة العامة للمقار العامة والمباني الحكومية والخدمية، وتحديداً في الشوارع والمناطق العامة، بهدف تخفيض الاستهلاك الزائد. ومن أجل تحقيق ذلك، تم التوافق على أن يتم عمل الموظفين يوم الأحد من كل أسبوع في المصالح الحكومية والمباني الخدمية غير المرتبطة بالتعامل المباشر مع المواطنين من المنزل بنظام “الأونلاين”. كما حث مدبولي الشركات الخاصة الخدمية التي لا تعمل بنظام الإنتاج على اتباع نفس المسار لتخفيف وترشيد الأحمال الكبيرة على الكهرباء. بهذه الخطوات، سيتمكن الجميع من تجاوز هذه الأزمة والحفاظ على استدامة توفير الكهرباء للمواطنين.

توجيهات الحكومة للتعامل مع الأزمة:

توجيه لوزير الشباب والرياضة بأن تُلعب المباريات قبل المغرب مباشرة لتقليل استهلاك الكهرباء في المنشآت الرياضية والاستادات والصالات المغلقة.

التوافق على تشغيل أجهزة التكييف عند 25 درجة مئوية، للحد من استهلاك الكهرباء بأقل كمية ممكنة.

تشكيل لجنة مركزية لمتابعة تطبيق الإجراءات التي تم الاتفاق عليها على مدار اليوم والساعة.

تقديم جدول زمني لانقطاع التيار الكهربائي في مختلف المناطق لتمكين المواطنين من التعرف على مواعيد الانقطاع والاستعداد لها.

التأكيد على أن التقليل من الأحمال لن يكون مقتصرًا على المناطق الساكنة فقط، ولكن المنشآت الحيوية والمناطق السياحية والمستشفيات لن تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي.

التنبيه إلى أن الأزمة الحالية تشهدها مصر فقط بل تؤثر أيضًا على دول أخرى حول العالم بسبب الموجة الحارة الاستثنائية.

تأكيد التزام الحكومة بتطبيق الإجراءات والخطط المحددة، والتحسب للأوضاع القادمة في حال استمرار الأزمة، ومتابعة الموقف بانتظام وتقديم التحديثات للجمهور.

التأكيد على أن المشروعات الكبيرة التي نفذتها الدولة في قطاع الكهرباء كانت ضرورية للتعامل مع مثل هذه الأزمات وتحسين استقرار الشبكة الكهربائية.

العمل من المنزل في أيام الأحد من كل أسبوع على مدار شهر أغسطس للمصالح الحكومية والمباني الخدمية غير المرتبطة بالتعامل المباشر مع المواطنين بنظام “الأونلاين”. هذا الإجراء يهدف إلى تخفيف الضغط على شبكة الكهرباء والأحمال في أيام الإجازة الأسبوعية.

تحديد الفترات الزمنية لانقطاع التيار الكهربائي في مختلف المناطق، وذلك لتمكين المواطنين من التعرف على المواعيد المحتملة للانقطاع واتخاذ التدابير اللازمة.

الاستعداد لتطبيق إجراءات تخفيف الأحمال بشكل أكبر في حال استمرار درجات الحرارة العالية فترة طويلة، حيث قد تضطر الحكومة لتنفيذ انقطاعات محدودة للتيار الكهربائي يوميًا لفترات محددة، وذلك للتخفيف من الضغط على الشبكة.

التركيز على الحث على ترشيد استهلاك الكهرباء لدى المواطنين والمنشآت، وتعزيز الوعي بأهمية تقليل استهلاك الطاقة خلال هذه الفترة الصعبة.

تُعد هذه الإجراءات جزءًا من الخطة الشاملة التي تقوم بها الحكومة المصرية للتعامل مع الأزمة الحالية وضمان استدامة توفير الكهرباء وتجاوز الأوضاع الاستثنائية المرتبطة بموجة الحرارة الشديدة. يسعى الجميع للتعاون والتحسب لمثل هذه الظروف غير الطبيعية والتأكيد على أهمية توفير الطاقة واستخدامها بشكل أكثر فعالية خلال هذه الفترة الصعبة.

تهدف هذه الإجراءات إلى التخفيف من تأثير موجة الحرارة الشديدة على استهلاك الكهرباء وضمان استمرار توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين والمنشآت الحيوية في مصر.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى