تحذير شديد اللهجة من وزير الري المصري لحكومة إثيوبيا بشأن سد النهضة
حرص محمد عبد العاطي وزير الري المصري على توجيه تحذير شديد اللهجة إلى حكومة دولة إثيوبيا اليوم الأحد، بشأن سد النهضة وموعد تشغيله من الجانب الإثيوبي، وذلك على هامش الكلمة التي ألقاها خلال فعالية أسبوع القاهرة للمياه.
وأكد محمد عبد العاطي في هذه الكلمة أن الدولة المصرية كانت حريصة منذ اليوم الأول على الوصول إلى اتفاق عادل على كافة المستويات حينما تم توقيع اتفاقية المبادئ التي تضمن لدول المصب سواء مصر أو حتى السودان إضافة إلى إثيوبيا حقوق كلاً منهم في مياه نهر النيل دون التأثير على الأطراف الأخرى.
وأشار أيضًا إلى أن الدولة المصرية لن تقف صامتة في حالة قامت حكومة دولة إثيوبيا بتشغيل وملء سد النهضة دون التنسيق مع بقية دول المصب سواء مصر أو حتى السودان، نظرًا لأن فعل ذلك سوف يشكل خطرًا كبيرًا على هذه الدول في حالات الجفاف إضافة إلى حالة الفيضان الشديد لمياه النيل.
يذكر أن فعالية أسبوع القاهرة للمياه التي بدأت انطلاقًا من اليوم الأحد سوف تستمر يوميًا إلى غاية يوم الخميس القادم الموافق 22 أكتوبر من العام الجاري، علمًا بأن الشعار الرئيسي لهذه الفعالية يتمثل في “الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة، الطريق إلى داكار 2021”.
وتقام هذه الفعالية في كل عام تحت إشراف وزارة الري والموارد المائية، ويبقى الهدف الرئيسي من ورائها تعزيز الوعي المائي إضافة إلى تشجيع كل الابتكارات الجديدة من أجل مواجهة كافة التحديات المتعلقة بالمياه، وأيضًا استعراض الأدوات الحديثة التي يتم استخدامها داخل الدولة المصرية من أجل إدارة موارد المياه.
وكان سد النهضة منذ بداية بنائه في العام 2011 يعتبر بمثابة ألم في الرأس لكافة أبناء الشعبين المصري والسوداني على حد سواء، نظرًا إلى تعنت الجانب الإثيوبي كثيرًا على مدار الأشهر الماضية تحديدًا بخصوص موعد ملء وتشغيل السد.
وترغب حكومة دولة إثيوبيا في ملء وتشغيل سد النهضة دون استشارة بقية دول المصب أي مصر والسودان، مما يشكل خطرًا هائلاً على هذه الدول من عدة جوانب يعرفها الجميع جيدًا، مع ضرورة الإشارة إلى أن حدة الخلاف بين الأطراف الثلاثة قد هدأت قليلاً بشكل واضح في الفترة الماضية، على أن يستمر ذلك الهدوء دون أن يخرج أي طرف عن النص وخاصة الجانب الإثيوبي.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي ترعى المفاوضات بين دول المصب في الفترة الماضية من أجل محاولة تقريب وجهات النظر بينهم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، إلا أنها لم تعد كذلك بعد الآن في ظل تركيز الجميع في أمريكا حاليًا على معركة الانتخابات الرئاسية التي تهم العالم بأكمله وليس فقط أبناء الشعب الأمريكي.
ويخوض هذه المعركة الانتخابية الشرسة كلاً من الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي يحظى بشعبية هائلة في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى جو بايدن الذي تشير التكهنات إلى إمكانية فوزه بهذه المعركة بسبب رغبة جانب كبير من الشعب الأمريكي في التغيير.
وبعيدًا عن معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية لا تزال حكومة دولة إثيوبيا ملتزمة بالاتفاق الذي تم مع كلاً من مصر والسودان، ولكن من المحتمل جدًا عودة إثيوبيا إلى سلك الطريق الذي كانت تسير فيه خلال الأشهر الماضية، وهو الطريق الذي يرسم لها من جانب أطراف خارجية لها أغراض أخرى يبقى أهمها هدم كيان الدولة المصرية إضافة إلى تضليل الرأي العام وأيضًا تحريض الشعب المصري ضد النظام الحالي برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.