دار الإفتاء تجيب على حكم التبرُّد بالماء أثناء الصوم
“ما حكم التبرُّد بالماء أثناء الصوم؟”، سؤال يتردد على دار الإفتاء المصرية، لتجيب عنه بأن تبرُّد الصائم بالماء يعني اغتساله أو صب ماء على بدنه اتّقاءً للحر أو العطش، وهو جائز شرعًا ولا يفسد الصوم؛ وذلك وفقًا لرواية عائشة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم “كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ جُنُبًا فِى رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ”، وذكر البخاري أيضًا عن أنس بن مالك أنه قال: «إِنَّ لِى أَبْزَنَ أَتَقَحَّمُ فِيهِ وَأَنَا صَائِمٌ»، والأبزن: هو حوض الاستحمام.
على أن يحرص الصائم على عدم دخول الماء إلى جوفه من الفم أو الأنف، لتوضح دار الإفتاء أنه إذا حدث ودخل جزء من الماء في الجسم عن طري المسامّ فإنه لا تأثير له؛ وذلك لأن المُفطِر هو الداخل من المنافذ المفتوحة حِسًّا للجوف.
وكان مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، قال إن شهر رمضان المبارك حلَّ هذا العام في ظل ظروف استثنائية صعبة، قاصدًا انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، والذي أدى إلى اتخاذ حكومات العالم إجراءات احترازية وصفها بـ”الصعبة”، إلا أن جميع علماء المسلمين والهيئات الدينية الرسمية ودور الإفتاء وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وكذلك علماء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قد وافقوا عليها وأقروا بها، وكان من بين تلك الإجراءات إغلاق المساجد وتعليق صلوات الجُمع والجماعات، وكذلك تعليق صلاة التراويح أثناء شهر رمضان والدروس والتجمعات الدينية التي اعتاد عليها المسلمين خلال شهر رمضان المبارك.
وتابع فضيلته أن ما حدث هو بقدر الله وأمره، مؤكدًا أن المسلم يرضى دائمًا عما قدر الله تعالى وأمر، وذكر تاريخ ما حدث قديما في تاريخ المسلمين والعالم أجمعه من أوبئة وحوادث كانت نتيجتها تعطيل حركة الحياة وذلك بعض الشعائر ومن بينها الحج إلى بيت الله الحرام.
وأضاف مفتي الديار المصرية أنه لا شك أن هذه الإجراءات منها ما يؤلم القلب ويحزنه وخاصة في شهر رمضان الكريم، مشددًا على أنه لا يوجد في تاريخ المسلمين مصاب أعظم من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فإن الشريعة باقية والإسلام باق، وأن والمسلم يتعبد إلى الله تعالى بقلبه وروحه لا يحجزه عن ذلك إغلاق مسجد ولا تعطيل جماعات.