أخبار الاقتصاد

تغير مفاجئ لسعر الدولار في السوق السوداء بعد أنباء اقتصادية هامة

سجل سعر الدولار في السوق السوداء في مصر، ارتفاعا بسيطا خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد انتشار أنباء حول تأجيل مراجعة البرنامج التمويلي من قبل صندوق النقد الدولي من أجل الموافقة على منح الشريحة الثانية من القرض لمصر.

وأفاد أحد المسؤولين المصريين، وبعض خبراء الاقتصاد، بأن مراجعة صندوق النقد الدولي للبرنامج التمويلي المتفق عليه، والتي كان من المتوقع أن تتم في سبتمبر الحالي، قد يتم تأجيلها، وتلك هي المرة الثانية التي يتم تأجيلها فيها حيث كان مقرر لها مارس الماضي.

مراجعة صندوق النقد الدولي

 ولم تتم مراجعة صندوق النقد الدولي للبرنامج التمويلي، حتى الآن لعدم وفاء مصر بشروط صندوق النقد.

وكشف مسؤول مصري، أنه من المستبعد أن يقوم صندوق النقد الدولي بمراجعته لبرنامج مصر في سبتمبر الحالي، مشيرا إلى أنه لا يوجد موعد محدد للزيارة حتى الآن، لكنها ستتم هذا العام.

ولفت المسئول المصري، إلى أن الحكومة المصرية قامت بتنفيذ عدد من الإجراءات المطلوبة من قِبل الصندوق، منها طرح عدد من الشركات الحكومية؛ وهو ما يجعل الصندوق يقبل التفاوض ويسهل الاتفاق على التأجيل للمراجعة.

وأشار المسئول المصري، في تصريحات صحفية، إلى وجود احتمالية بخفض سعر الجنيه قبل نهاية 2023.

وفي سياق متصل، توقع رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر سابقا، هاني توفيق، تأجيل مراجعة برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بنسبة كبيرة، على الرغم من بيع الحكومة المصرية لبعض الأصول، ولكنها لم تكن بالقدر الكافي الذي يتوقعه الصندوق أو المستثمرون، وفق قوله.

وأشار توفيق  إلى أن الصندوق اتفق على أمور أساسية في برنامج مصر من أجل منحها القرض بقيمة 3 مليارات دولار، منها انسحاب الحكومة الكامل من المنافسة في النشاط الاقتصادي وطرح بعض الأصول للبيع.

ووضع رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر سابقا، حل للوضع الحالي، وهو إنشاء صندوق سيادي تؤول إليه كل إيرادات الدولة الدولارية وهذا الصندوق يصدر سندات طويلة الأجل تصل إلى 50 أو 70 سنة، وهو ما يحقق أرباح تصل إلى 80 مليار دولار، بما يساعد على سداد الديون قصيرة الأجل لفترة مؤقتة.

وبعد انتشار أنباء تأجيل مراجعة صندوق النقد الدولي التي كان مقرر لها في سبتمبر الحالي، تأثر الدولار وارتفاع سعره في  السوق السوداء، حيث يشير التأجيل إلى أن مصر ما زالت لم تف بعد بمتطلبات الصندوق، وهو ما يثبت وينعكس على استمرار أزمة شح العملات الأجنبية.

ويشير أيضًا تأجيل مراجعة صندوق النقد الدولي، إلى أن الحكومة لم تجمع حصيلة من العملات الأجنبية والسيولة النقدية، من خلال مبيعات الأصول، بشكل يكفي لإدارة تخفيض جديد للجنيه وتغطية الطلب على الدولار بالأسواق.

ويرتبط سعر الدولار بالوضع الاقتصادي، فيسجل الدولار تراجع في السوق السوداء كلما كانت هناك أنباء مطمئنة حول وضع الاقتصاد المصري، أو صدور توقعات من مؤسسات وبنوك دولية تفيد بعدم تراجع الجنيه في القريب العاجل،  بينما يرتفع كلما كانت هناك أنباء حول اتخاذ قرار بالتعويم أو كان الوضع الاقتصادي غير مستقر وكانت الأنباء المنتشرة سلبية وغير مطمئنة.

سبب ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء

وحول الوضع الاقتصادي والتوقعات، قالت رامونا مبارك، رئيس إدارة المخاطر بمنطقة الشرق الأوسط في فيتش سوليوشنز، إن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يشهد تقلبات منذ منتصف أغسطس الماضي، متأثراً بارتفاع الطلب عليه، نظرا لعدة عوامل أولها التحوط من انخفاض وشيك في سعر الجنيه مع ارتفاع التوقعات بشأن إقدام الحكومة المصرية على خفض جديد للجنيه خلال سبتمبر أو أكتوبر المقبل.

وتتوقع رئيس إدارة المخاطر بمنطقة الشرق الأوسط في فيتش سوليوشنز، أن تتخذ الحكومة المصرية قرار بخفض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ليسجل 38 جنيهاً للدولار الواحد، مشيرة إلى أن هذا الخفض سيكون الأخير في حال كان موازياً للسعر في السوق الموازية.

وتوقعت مبارك، أن قرار مصر باتباع سعر صرف مرن، إذا لم يساهم في في أن ينخفض الجنيه ليكون موازياً للسعر في السوق الموازية ويُنهي الفجوة بين السعرين، فستكون مصر على موعد مع خفض جديد في العام القادم».

وتشير رئيس إدارة المخاطر بمنطقة الشرق الأوسط في فيتش سوليوشنز، إلى أن ضعف الموارد الدولارية من التحويلات النقدية بجانب قرب انتهاء موسم السياحة في مصر يضغط على السعر ويجعله يترفع في السوق السوداء خلال الفترة الحالية.

كما أن التوقعات بخفض قريب في سعر الجنيه، يساهم في جعل الأفراد والشركات تحتفظ ب الدولار وعدم التفريط فيه للاستفادة من السعر بعد التخفيض، لافتة إلى أن السلطات المصرية قد تعزز مركزها المالي من العملة الصعبة عبر شراء دولارات من السوق الموازية من خلال مؤسسات وشركات القطاع العام وهو ما قد يخلق طلباً مرتفعاً على الدولار.

وتوقعت مبارك نجاح مصر في التوصل لاتفاق مع صندوق النقد بمجرد خفض سعر الجنيه».

وظل سعر الصرف الرسمي في حالة من الاستقرار عند حوالي 30.90 جنيه للدولار منذ أشهر، بينما ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء إلى مستويات الـ 40 مجددًا، حيث يتراوح بين مستويات الـ 38 والـ 40 جنيه للدولار الواحد خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعدما حقق انخفاضا خلال الأيام القليلة الماضية بين مستويات الـ 38 والـ 39 جنيه للدولار فقط.

يذكر أن سعر الدولار في السوق السوداء ارتفع إلى مستوى الـ 41.5 جنيه للدولار الواحد، ولكنه انخفض من هذا المستوى إلى مستويات أدنى الـ 40 بعد أنباء انضمام مصر لتكتل بريكس، الذي يضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى