أخبار الاقتصاد

تقارير دولية ترفع سعر الدولار في السوق السوداء

شهد سعر الدولار في السوق السوداء تحركات ملحوظة خلال الأيام القليلة الماضية، وسجل سعر الدولار الأمريكي ارتفاعا على وقع صدور تقارير دولية بشأن حالة الاقتصاد المصري ومستقبل الجنيه.

وسجل سعر الدولار ارتفاعا في السوق السوداء خلال الأيام الماضية نتيجة التأثر بـ إعلان وكالة “موديز” وضع التصنيف الائتماني السيادي لمصر، تحت المراجعة السلبية، لمدة ثلاثة أشهر إضافية.

سعر الدولار في السوق السوداء

كما يأتي ذلك الارتفاع بالتزامن مع تزايد التوقعات والكثير من التقارير حول حدوث تخفيض محتمل في قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، وهو ما تسبب أيضًا في ارتفاع دولار السوق السوداء خلال الساعات الماضية.

ووضعت وكالة “موديز” التصنيف الائتماني السيادي لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية والنظرة المستقبلية، تحت المراجعة السلبية، لمدة ثلاثة أشهر إضافية، في ظل نقص السيولة بالعملة الأجنبية بالتزامن مع مدفوعات الدين الخارجي الكبيرة المقررة على مصر خلال 2024 و2025.

وأشارت وكالة موديز، إلى أن استمرار نقص سيولة النقد الأجنبي يأتي على الرغم من تحسن فجوة الحساب الجاري، وتأثير شروط صفقات التبادل التجاري الجديدة على قطاعي الغذاء والطاقة بالفعل، يزيدان من احتمال خفض قيمة الجنيه في السوق الرسمية، وهو ما يترتب عليه زيادة التضخم، وتكاليف الاقتراض، ونسبة الدين الحكومي العام إلى مستويات أكثر اتساقاً مع مستوى تصنيف أقل. 

كما توقع تقرير وكالة “إس آند بي غلوبال – S&P Global”، انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار خلال الفترة القادمة، لينهي العام الجاري عند مستوى 37 جنيهاً للدولار الواحد في السوق الرسمية، مشيرا إلى تجاوز الدولار مستوى الـ 40 جنيه للدولار في السوق السوداء لأول مرة منذ عدة أسابيع.

وارتفاع سعر الدولار بالإضافة إلى انخفاض السيولة النقدية، يزيد من احتمالية هذه التوقعات بمضي مصر قدماً نحو الانتقال إلى نظام سعر صرف مرن كما هو محدد في اتفاقها مع صندوق النقد الدولي.

وتتوقع وكالة إس آند بي غلوبال، أن تنتهي مصر من المراجعة الأولى لصندوق النقد الدولي في الفترة من سبتمبر المقبل إلى أكتوبر، على أن تشهد هذه الفترة تعديلاً جديداً في سعر صرف الجنيه.

ومن أهم شروط صندوق النقد الدولي مع مصر، هو تعويم سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، ولهذا السبب لم يتم إجراء المراجعة الأولى في مارس الماضي كما كان مخططًا لها بسبب تأخر مصر في تنفيذ الاتفاقات.

تحرير سعر الصرف

ودائما ما يتراجع سعر الدولار في السوق السوداء كلما كانت هناك أنباء مطمئنة حول وضع الاقتصاد المصري، أو صدور توقعات من مؤسسات وبنوك دولية تفيد بعدم تراجع الجنيه في القريب العاجل، وفي تلك الفترات وتزامنا مع تلك التوقعات بشكل عام دائما ما يرتفع العرض ويقل الطلب في هذه الحالة. والعكس صحيح، كلما كانت الأنباء سلبية وغير مطمئنة حول الوضع الاقتصادي.

وسجل سعر الصرف الرسمي ثابتا عند حوالي 30.90 جنيه للدولار منذ أشهر، بينما ارتفع الدولار أمام العملة المصرية في السوق السوداء لأول مرة منذ عدة أسابيع فوق مستوى الـ 40 جنيه للدولار الواحد.

حل نهائي لمشكلة وجود سعرين للدولار

وحول الوضع الاقتصادي والتوقعات المتعددة، يرى عضو مجلس إدارة هوريزون لتداول الأوراق المالية، معتصم الشهيدي، أن مصر غير مستعدة حاليا لتعويم الجنيه لأن هذا الإجراء يحتاج إلى وفرة من الدولار الأميركي، والذي إذا توفر بكثرة فيكون من السهل عليها في هذه الحالة أن تنفذ عملية التعويم بسعر أعلى من السوق الموازية لاستيعابها وتوحيد سعر الدولار. 

وفرق عضو مجلس إدارة هوريزون لتداول الأوراق المالية، بين التخفيض المتوقع للجنيه أو تعويمه بشكل كامل، إذ أشار إلى أن مصر غير جاهزة حاليًا لتعويم الجنيه بصورته الكاملة، متوقعا أن يتم تخفيض سعر الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، بجانب تطبيق مبدأ سعر الصرف المرن، ومعناه أن يتم الخفض تدريجيا وبشكل لا يؤثر على السلامة الاجتماعية.

وقال الشهيدي، إن اتخاذ قرار بتحرير سعر الصرف سيكون بالتنسيق والعمل على تقريب الفجوة بين سعري الدولار في السوق الرسمية والموازية، وإن كان سعر الصرف غير الرسمي سيصعد بشكل سريع بعد عملية التحريك ليحافظ على استمرار وجود السوق الموازية، موضحا أن التحريك البطيء لسعر صرف الجنيه المصري غير مفيد، ولن يحقق الوفرة الدولارية، وبالتالي على مصر السعي لبيع المزيد من الأصول بشكل مكثف لتحقق حصيلة كبيرة من الدولار.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى