أخبار الاقتصاد

ضربة قوية تهز عرش الدولار.. قرار مصري روسي للحد من هيمنة العملة الأمريكية

تمر العديد من دول العالم بأزمة في عملاتها المحلية أمام الدولار الأمريكي، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت منذ انتشار جائحة كورونا واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

تبحث هذه الدول عن بديل أو حل لحماية عملتها المحلية، وتخفيف الضغوط عليها، ويكون ذلك من خلال عدة إجراءات من ضمنها الاتفاق مع شركائها التجاريين على التبادل التجاري بالعملة المحلية.

قرار مصري روسي للحد من سيطرة الدولار

وحول هذا الأمر، قال إبراهيم عشماوي، مساعد أول وزير التموين ورئيس بورصة السلع، إن وزارة التموين اقترحت على وزارة الخارجية إجراء تعاملات بالعملة المحلية بين القاهرة وموسكو للتغلب على هيمنة الدولار الأمريكي.

وأكد رئيس بورصة السلع، أن وزارة التموين طرحت على وزارة الخارجية التعامل بالعملة المحلية بين القاهرة وموسكو ولكن الأمر يحتاج إلى توافقات بين البنوك المركزية.

وقال مساعد أول وزير التموين، في تصريحات صحفية، إن وزارة التموين طرحت على وزارة الخارجية ذلك الأمر من التعامل بين القاهرة وموسكو، كونها دائمًا المرآة في التعامل الخارجي وتنتهي عندها كل الاقتراحات من قبل الوزارات المعنية لمناقشتها مع الدول الأخرى.

وأضاف عشماوي، أن “الأمر يحتاج إلى توافقات دولية بين البنوك المركزية، لافتا إلى أن الأمن الغذائي مكون أساسي من مكونات الأمن القومي للدول، ومع وقف صفقة الحبوب قد تلجأ الدول للبحث عن بدائل أخرى، كالتحوط، والعقود الآجلة أو تثبيت أسعار الاستيراد بالاتفاق مع بنوك استثمارية.

ومن جانبه، رحب أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ومستشار المركز العربي للدراسات، بتلك الاقتراحات، مشيرا إلى وجود العديد من الفوائد لاعتماد الجنيه المصري عملة رسمية من جانب البنك المركزي للاتحاد الروسي، منها تضاعف التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين وزيادة السياحة، كما أن استخدام الروبل والجنيه في المعاملات التجارية بين البلدين بدلا من الدولار سيعمل على مضاعفة التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين.

وأضاف الخبير الاقتصادي، إن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا، وصل لنحو 4.7 مليار دولار في عام 2021، مشيرا إلى أن اعتماد الجنيه في البنك المركزي يزيد من صادرات مصر لروسيا ويخفض تكلفة الواردات من روسيا، وبالتالي ينعش الاحتياطي النقدي الأجنبي ويرفع من قيمة الجنيه.

وأكد مستشار المركز العربي للدراسات، أن السياحة المصرية ستكون الرابح الأكبر من اعتماد العملة المحلية بين البلدين بدلا من الدولار، حيث تستفيد مصر بزيادة أعداد السياح الروس القادمين إليها، والذين يمثلون نسبة 25% من إجمالي السياحة الوافدة لمصر، كما يسهل القرار عملية التبادل التجاري بين البلدين والاعتماد على العملتين في تسوية المعاملات فيما بينهم.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن الاستثمارات الروسية في مصر تصل إلى 8 مليارات دولار، متوقعا أن تشهد الأشهر المقبلة كثيرا من الاستثمارات الروسية فى قطاعات الصناعة والطاقة والنقل والأدوية والصناعات الغذائية، ويزيد الاستثمار بما يصل إلى 460 شركة”. 

وقال الديب، إن العلاقات بين مصر وروسيا قوية وتاريخية، منذ دعم روسيا لمصر في أزمة قناة السويس، وحرب أكتوبر، فضلا عن التعاون في بناء السد العالي ومصانع الحديد والصلب بحلوان ومصنع نجع حمادي للألومنيوم.

وأضاف مستشار المركز العربي للدراسات، أن تقبل روسيا للمعاملات بغير الدولار الأمريكي من شأنه أن يسهل الأمر للدول ذات الشراكة الاستراتيجية مع موسكو مثل مصر والإمارات وقطر، وسيصبح هناك عملات جديدة وقدرة من الاقتصاد الروسي على الانتعاش وهذا سيساعد الاقتصادات الضعيفة أيضا.

وقال الخبير الاقتصادي، إن التعامل بالعملات المحلية سيجعل لدى روسيا أسواق تبادل جديدة دون الاحتياج للدولار، حيث يعد هذا الأمر أول مسمار في نعش الدولار، مشيراً إلى أن هذه الخطوة بمثابة إنهاء التعامل بالدولار والقضاء على “بلطجة” العملة الأمريكية على دول العالم المختلفة، وهو بمثابة خطوة قوية نحو تعزيز التعاون المشترك بينهما.

وقال أبو الديب، إن السوق المصري كبيرة، حيث يوجد بها تعداد سكاني يزيد عن 100 مليون نسمة، ونظرا لكون مصر دولة مستوردة في الأساس، فإنها دائما م تقع تحت طائلة ابتزاز الدولار وارتفاع قيمته وسياسات الفيدرالي الأمريكي بالرفع المتكرر لأسعار الفائدة، ما يمنح قوة للدولار مع إضعاف عملات الدول الناشئة ومنها مصر وتركيا على سبيل المثال، كما يزيد معدلات التضخم بتلك الدول.

وأشار مستشار المركز العربي للدراسات، إلى وجود عملات قوية أخرى في العالم مثل الروبل الروسي واليوان الصيني، نظرا لزيادة حجم تبادلاتها التجارية واستثماراتها، لذا فإن محاولاتها للتغلب على هيمنة الدولار سيأتي تدريجيا ومن الممكن أن تنجح في ذلك، وبالفعل بدأت العديد من دول العالم في تطبيق هذا الأمر مع الصين وروسيا، كما أن اتفاق مصر وروسيا على التعامل بالعملة المحلية في التبادل التجاري فيما بينهما، يحمل العديد من الفوائد الاقتصادية، على رأسها تخفيف الضغط على الجنيه المصري وتنشيط حركة التجارة بين مصر وروسيا.

وقال الديب، إن مصر بوابة لسوق تجاري ضخم يضم 1.4 مليار شخص في أفريقيا، وحوالي 350 مليون مواطن عربي واتخاذها مثل تلك الخطوة سيشجع العديد من الدول على محاربة الدولار.

وأكد مستشار المركز العربي للدراسات، أن تعامل مصر وروسيا بالعملات المحلية، سيفتح الباب أمام دول أخرى مثل تركيا والإمارات والجزائر والسعودية، وهو الأمر الذي سيدفع العديد من دول المنطقة إلى تعزيز التعاون مع روسيا بشكل مكثف على نفس النمط.

وأشاد الديب، بتجمع “البريكس” لمحاربة الدولار، وهو تجمع يعد قويا ومهما، إذ يضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وهو تجمع ناشئ لمواجهة مجموعة السبعة والهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي.

و قال البنك المركزي الروسي في بداية العام الجاري، إنه سيحدد أسعار الصرف الرسمية اليومية للروبل مقابل تسع عملات، بما في ذلك الدرهم الإماراتي والبات التايلاندي والروبية الإندونيسية والجنيه، والدونج الفيتنامي، الدينار الصربي، الدولار النيوزيلندي، اللاري الجورجي، الريال القطري.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى