إلي أين يتجه سوق الأسهم بعد النصف الأول الجامح من عام 2023؟

تمر أسواق الأسهم الأمريكي حتي الآن بعام رائع، حيث سجل مؤشر ناسداك مكاسب بأكثر من 30% خلال النصف الأول من عام 2023 وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 15% منذ بداية العام حتي الآن، لقد كان صعود مؤشر التكنولوجيا الثقيلة مدفوعًا بثورة الذكاء الاصطناعي (AI) التي أطلقها برنامج الدردشة ChatGPT الخاص بـ OpenAI والذي أحدث ثورة في العالم، كما أدى انتعاش ثروات شركات التكنولوجيا الأمريكية بما في ذلك سلاسل تقارير الأرباح المشجعة إلى تعزيز مرحب به لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.

لقد كانت القوة في عمالقة التكنولوجيا الأمريكية هي السمة الرئيسية للنصف الأول من العام، حيث سيطرت مجموعة ضيقة من الأسهم ما يسمى بـ “السبعة الرائعة” وهم: آبل وميكروسوفت ونيفادا وتسلا وألفابيت وأمازون وميتا على العوائد من مؤشرات السوق العالمية، مما أدى إلى خروجها من السوق الهابطة لعام 2022، ولهذا يري المحللون أنه بدون السبعة الرائعة لن يكون هناك أي ارتفاع على الإطلاق. 

يقول أحد خبراء سوق تداول الأسهم أن شركات مثل نيفادا لا تنشر نتائج قوية فحسب، بل تعمل أيضًا على تحسين توقعات إيراداتها إلى حد كبير، كل هذا في وقت يؤثر فيه التضخم وتشديد معايير الإقراض والتباطؤ العالمي بشكل سلبي على مؤشرات الأسهم العالمية الأخرى.

وأضاف: “لم يذهب باقي سوق الولايات المتحدة إلى أي مكان إلى حد ما خلال هذه الفترة، يُنظر إلى السبعة الرائعين على أنهم يقدمون نموًا في عالم منخفض النمو، وسيستفيد عدد منهم من التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وهو موضوع استحوذ على خيال المستثمرين “.

تأثير الذكاء الاصطناعي

على الرغم من الانتعاش القوي في السوق الأمريكية، حذر البعض من أنه من غير الواضح ما إذا كان المسار الصعودي سيستمر، ومع ذلك فإن البيانات الاقتصادية كانت مرنة وتباطأ التضخم وكان المتداولون في وضع جيد للحصول على دلائل على نهاية دورة رفع سعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي.

يقول المحللون: نحن متفائلون بشأن الفوائد طويلة المدى للذكاء الاصطناعي على الإنتاجية وربحية الشركات، لكن جنون الذكاء الاصطناعي وتقييمات بعض الأسهم المعرضة للذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر من اللازم، وما زلنا نعتقد أن هناك فرصة كبيرة لحدوث ركود معتدل في الولايات المتحدة في العام المقبل ومن غير المرجح أن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قريبًا مع استمرار ارتفاع التضخم الأساسي.

تفاؤل ومخاوف متزايدة في النصف الثاني من العام

مع نهاية النصف الأول المذهل من العام للأسهم الأمريكية سجل مؤشر ناسداك 100 أفضل أداء نصف سنوى على الإطلاق، وتتزايد مخاوف وول ستريت من أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يعرقل الارتفاع.

لقد تحدى انتعاش سوق الأسهم الأمريكي المتشككين الذين توقعوا تراجع السوق بسبب مواجهة إخفاقات البنوك ومخاوف الركود وتكاليف الاقتراض الأعلي منذ عام 2007، لكن سوق الأسهم سجل أداء مخالف للتوقعات وسط إشارات بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال مرنًا ويبدو أن توقعات الأرباح تتحسن.

من الناحية التاريخية يعتبر النصف الأول القوي في سوق الأسهم أمرًا جيدًا لبقية العام، وعلى الرغم من ذلك استراتيجيي وول ستريت يحذرون من أن الارتفاع في أسهم التكنولوجيا يبدو مبالغًا فيه، مع التقييمات الثرية لبعض الشركات مثل آبل وميكروسوفت ونيفادا، ومع ذلك، يأمل مديرو الأموال العالمية أن ينتهي عام 2023 بمكاسب عالية بعد أن أرسل عام 2022 المضطرب مؤشر ناسداك 100 ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أكبر خسائر سنوية لهما منذ عام 2008.

ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 15% هذا العام مما ساعده على تعويض خسائره بالكامل التي تكبدها منذ أن بدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في دورة رفع أسعار الفائدة في مارس 2022، كما ارتفع المؤشر بنسبة 22% عن قاع الإغلاق في 12 أكتوبر مما جعله فوق عتبة ما يعتبر سوقًا صاعدًا، يوضح هذا التقدم أنه في حين أن أكتوبر يمكن أن يثير المخاوف في وول ستريت بسبب انهيار السوق السابق فإن شهر أكتوبر في الواقع يرتقي إلى اعتباره “قاتل السوق الهابطة”.

بالطبع، تجاوزت الأسهم توقعات وول ستريت لعام 2023 بكثير، في بداية العام توقع المحللون أن يكون مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ثابتًا هذا العام وأنهم يدخلون النصف الثاني متوقعين أنه سينتهي العام بأقل بنحو 6% من مستواه.

يتوقع المشككون مثل “مايك ويلسون” من بنك مورجان ستانلي و “ماركو كولنوفيك” من بنك جي بي مورجان أن الارتفاع الأخير في الأسهم سيكون قصير الأجل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يشير إلى مزيد من التشديد، لكن استراتيجيين آخرين من بنك أوف أمريكا يروا إن مخاوف الاندفاع بشأن قيادة Big Tech أمر مبالغ فيه.

أحد مصادر طمأنة المتفائلين هو توسيع ريادة السوق إلى ما بعد التكنولوجيا، فقد حقق كبار الخاسرين في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في العام الماضي من قطاع التكنولوجيا إلى الأسهم الاختيارية للمستهلكين قفزات مضاعفة، في حين أن هناك مخاوف من أن التقدم كان ضيقًا للغاية، انضمت قطاعات أخرى مرتبطة بصحة الاقتصاد بما في ذلك قطاعي الصناعة والمواد إلى المسيرة الصعودية في يونيو، وقد ساعد ذلك في تعزيز الثقة في السوق الصاعد للأسهم.

من الواضح أن المستثمرين لديهم الكثير ليفهموه وهم يفكرون فيما ينتظرهم، ومع ذلك لديهم بعض التاريخ المشجع للرجوع إليه: النصف الأول القوي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 يؤدى عادةً إلى تشغيل قوي آخر في الأشهر الستة المتبقية، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج، فمنذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عندما ارتفع المؤشر بأكثر من 10% حتى يونيو ارتفع بمتوسط 10% في النصف الثاني.

أهم الاتجاهات التي تقود سوق الأسهم الأمريكية في عام 2023

لقد أثبت سوق الأسهم الأمريكية في النصف الأول من عام 2023 مرة أخرى عدم القدرة على التنبؤ بسوق الأسهم، فلا أحد يتوقع تقريبًا انتعاش أسهم التكنولوجيا بقيمة 5 تريليونات دولار مدفوعة بالذكاء الاصطناعي

بصفتك مستثمرًا، يمكن أن تساعدك معرفة توقعات الأسهم الأكثر توجهاً في التخطيط لتنويع المحفظة، وتعتبر التنبؤات حول اتجاهات سوق الأسهم الأمريكية أمرًا حيويًا في الاعتبار.

وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي والركود الذي يلوح في الأفق يمكن أن يوفر بعض الأسهم المتداولة فرصًا جيدة للربح، لهذا من الضروري معرفة “العوامل المحركة” التي يمكن أن تؤثر على سوق الأسهم الأمريكية. 

1 .ارتفاع أسعار الفائدة

من المحتمل أن يواصل البنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم، أيضًا يبدو أن التشديد النقدي يمثل نقطة تركيز رئيسية أخرى لاتجاهات الأسواق المالية.

يمكن أن يؤثر هذا العامل على الأسهم الأكثر تداولًا وأدائها في سوق الأسهم الأمريكية، لذلك يجب مراقبة الأخبار المتعلقة بالاحتياطي الفيدرالي قبل أن تقرر تداول مجموعة معينة من الأسهم.

2 .قد تنخفض أسهم آبل

هناك بعض الأسباب العملية لتوقع انخفاض قيمة أسهم هذه الشركة البارزة أهمها، أن الصناعة لديها تحديات سلسلة التوريد العالمية، ولا يُتوقع أن تعمل أحدث منتجات آبل بنفس الأداء الذي تم إطلاقه في السابق ولكن هذا لم يتضح بعد في الحدث الذي سيعقد في أكتوبر 2023، يمكن أن تؤثر هذه العوامل الرئيسية على تقييم الأسهم المتداولة التي تقل عن 100 دولار.

3. قد يتفوق أداء الأسهم الصينية على الأسهم الأمريكية في عام 2023

يمكن للاقتصاد الصيني أن ينتعش في عام 2023، وفيما يلي بعض الأسباب الرئيسية لمثل هذا التحول:

-انتهاء استراتيجية صفر كوفيد الآن.

-انتهاء متطلبات الحجر الصحي للقادمين الدوليين.

يتوقع بنك جولدمان ساكس أن ترتفع الأسهم المتداولة في الصين بنسبة 24% بحلول نهاية عام 2023.

4. يمكن أن يؤثر الركود على مؤشر داو جونز في عام 2023

قبل البحث عن “الأسهم المتداولة اليوم” في الأخبار يجب أن تراقب جانب الركود، هناك احتمال صارم بأن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن يدخل في حالة ركود في النصف الثاني من العام، ويمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى انخفاض تقييم بعض الأسهم في داو جونز.

ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن اتجاه الركود لن يؤثر على كل قطاع، لذلك يمكنك التفكير في القطاعات التالية للاستثمار مثل العقارات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والرعاىة الصحية.