خبراء يكشفون تأثير إعفاء الذهب من الجمارك على شراء الشهادات بالبنوك

استبعد الخبراء والمصرفيين أن يكون قرار الحكومة بشأن السماح للقادمين من الخارج بإدخال الذهب دون جمارك له تأثير كبير على مدخرات العملاء في البنوك على الشهادات الادخارية.

حيث أعلنت الحكومة يوم الأربعاء السابق عن موافقتها على قرار إعفاء واردات الذهب مع القادمين من خارج مصر من الجمارك للمساهمة في زيادة المعروض وضبط السوق بعد ارتفاع أسعار الذهب بشكل مبالغ، حيث ارتفعت أسعار الذهب لمستويات تاريخية خلال الأسابيع القليلة السابقة مع زيادة الطلب ونقص المعروض.

ولكن مع السماح بدخول كميات من الذهب بدون جمارك أثار هذا تساؤلات بشأن تبعاته كملاذ آمن للاستثمار ومدى تأثير هذا على استمرار الطلب على شراء الشهادات في البنوك خاصة مع وجود فرصة كبيرة لشراء الذهب هذه الأيام في ظل تراجعات كبيرة في السعر بالتزامن مع الإعلان عن القرار ووصلت لنحو 500 جنيه للجرام خلال الأيام القليلة السابقة.

وأدى انخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار الأمريكي على مدار عام لتعزيز بعض المصريين استثماراتهم في الذهب باعتباره ملاذ أمن مخزن للقيمة، حيث قام المصريين خلال أول 3 أشهر من العام الجاري 2023 بشراء 16.2 طن من الذهب على هيئة سباك وجنيهات ومشغولات ذهبية تبعًا للبيانات الرسمية التي أعلن عنها مجلس الذهب العالمي مؤخرًا.

تأثير بريق الذهب على شهية المصريين للإقبال على شهادات الادخار

تتنافس كبرى البنوك الحكومية والخاصة العاملة بسوق الصرافة المصري على طرح شهادات مرتفعة الفائدة تتراوح نسبتها ما بين 19% و20% في معظم البنوك الكبرى بهدف تعزيز الاستثمار في الجنيه المصري بعد ارتفاع معدل التضخم الاقتصادي لأعلى مستوى له منذ أكثر من 5 سنوات قبل أن ينخفض بشكل طفيف في قراءة الشهر السابق.

صرح الخبير المصرفي محمد عبدالعال، أن تسهيل دخول وارد الذهب مع المصريين القادمين من الخارج لن يؤثر بشكل سلبي على حصيلة الاستثمار بشهادات البنوك، وذلك لاختلاف طبيعة تلك النوعية من العملاء.

وأكد أن عملاء البنوك يميلون بطبيعتهم للحصول على فائدة سريعة وفورية على مدخراتهم مقارنة بالذهب الذي يعد استثمار طويل المدى ويحتاج لخبرة في تحديد وقت الشراء والبيع لتحقيق المكسب المرجو منه، ويتميز الاستثمار في الشهادات بحصول العميل على دورية عائد منتظم وسريع يشمل عائد شهري أو ربع سنوي “كل 3 أشهر” أو سنو، وفي بعض الأحيان يكون مدفوع مسبقًا على حسب سياسة كل لبنك لتساعد العميل على سداد نفقات معيشته.

الإقبال على الشهادات مرتفعة العائد مازال قائمًا

وصرح بعض موظفي خدمة العملاء بفروع البنوك، إن الإقبال على شراء الشهادات مرتفع العائد مازال قائمًا، كما تشهد الشهادات طلبًا مرتفعًا، ولكن عدد قليل من العملاء هم من لجأوا لتخصيص جزء من مدخراتهم المالية في شراء الشهادات الذهبية.

وأضافوا، أن ارتفاع العائد على الشهادات في البنوك بالإضافة لسهولة دورية صرف الفائدة يعمل على تعزيز استمرار مدخرات معظم العملاء في الشهادات دون الحاجة للذهاب للملاذات الأخرى “الذهب، والدولار، والعقارات”، وعلى مدار عام جذب البنك الأهلي المصري وبنك مصر مدخرات مرتفعة بما يقرب من 1250 تريليون جنيه في شهادات مرتفعة العائدة، أحداها لأجل عام بفائدة 18% والتي تم طرحها في الـ 21 من شهر مارس السابق بالتزامن مع الموجة الأولى لتحرير سعر الصرف.

والشهادة الثانية بفائدة 22.5% ذات العائد الشهري والأخرى بنسبة 25% يتم صرفها بنهاية استحقاقها لأجل عام ونصف واللتين تم طرحهما في بداية شهر يناير 2023، حيث تم غلق الطرح في نهية الشهر نفسه.

خبراء: تأثير قرار دخول الذهب بدون جمارك سيكون طفيف على الشهادات بالبنوك

وأكد الخبير المصرفي ماجد فهمي، أن تأثير قرار دخول الذهب بدون جمارك سيكون طفيف على استمرارية استثمارات العملاء بالشهادات البنكية.

وأكد أن ارتفاع أسعار الذهب والدولار خلال الفترة السابقة لم يؤثر على استمرار مدخرات العملاء في الشهادات مفسرًا ارتفاع معدل الطلب على الذهب في الآونة الأخيرة بأن هناك شعورًا نفسيًا لدى البعض متأثرًا بتراجع الجنيه مقابل الدولار مع انضباط السوق واستقرار الأسعار مرة أخرى.

كما اتفقت سهر الدماطي مع التوقعات السابقة بعدم حدوث أي تأثير سلبي كبير من قرار السماح بدخول الذهب دون جمارك على استثمارات العملاء في البنوك، وأوضحت أن معظم العملاء يفضلون الشهادات وبعضهم فقط من يميل لتنويع استثماراتهم بين ذهب وشهادات وعقارات فكل مجال له مميزات ونوعية معنية من العملاء.

اقرأ أيضًا: أسعار الذهب اليوم.