خبراء يتوقعون قرار المركزي المصري بشأن أسعار الصرف والفائدة

أعلن خبراء الاقتصاد عن توقعاتهم بشأن توجه المركزي المصري لرفع الفائدة 200 نقطة أساس كحد أدنى خلال ثاني اجتماع للجنة السياسة النقدية التابعة للبنك خلال هذا العام 2023، والذي من المقررة عقده اليوم.

أرجع 3 خبراء، توقعاتهم بزيادة أسعار الفائدة بنسبة 2% كحد أدنى في إطار سعى المركزي المصري لكبح جماح التضخم الاقتصادي، وكذلك محاولته لجذب السيولة إلى جانب مواصلة توجه المركزي لتشديد السياسات النقدية بهدف تحسين الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل بالنظر لقراره في الاجتماع السابق بشأن تثبيت أسعار الفائدة.

حيث قرر المركزي خلال اجتماعه السابق الذي عقد بداية شهر فبراير 2023، الإبقاء على معدلات الفائدة بدون أي تغيير يذكر، في خطوة جاءت عكس توقعات معظم المحللين الاقتصاديين بزيادة تتراوح ما بين 1.5 و2% بعدما فاجأ الأسواق في نهاية العام السابق 2022 بزيادة أسعار الفائدة بواقع 3% دفعة واحدة.

وعلى مدار العام السابق 2022، قام المركزي المصري برفع أسعار الفائدة الإجمالية 8%، لتصل على الإيداع 16.25% والإقراض 17.25%.

توقعات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار

تتجه الأنظار خلال الفترة الراهنة تجاه قرار المركزي المصري بشأن أسعار الفائدة، المرتبطة بمصير سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي.

ونقلت وكالة الأنباء “رويترز” عن المحلل الاقتصادي جيرجيلي أورموسي، تصريحاته أنه في حال السماح بخفض أخر “واسع النطاق” لقيمة الجنيه المصري وتلك المسألة مجرد مسألة وقت، حيث أن العقود الآجلة للدولار يتم تداولها بشكل فعلي خلال الوقت الراهن عند مستوى 40 جنيه.

سهر الدماطي تتوقع رفع المركزي أسعار الفائدة

أعلنت سهر الدماطي الخبيرة المصرفية عن توقعاتهم بقيام المركزي المصري برفع أسعار الفائدة 2% استنادًا لكافة المعطيات الحالية الخاصة برفع معدلات التضخم الاقتصادي وبدء تحصيل شهادات الـ 18% التي تم إصدارها خلال العام السابق والتي سجلت حصيلتها حوالي 750 مليار دولار.

وأوضحت الدماطي أن معدلات التضخم ناجمة عن أكثر من سبب وعلى قائمتها التالي:

• انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار الأمريكي.
• لجوء المنتجين وكذلك التجار لزيادة الأسعار بسبب زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد خلال العام السابق 2022 بشكل كبير.

وأعلنت الخبيرة سهر الدماطي اتفاقها مع التصريحات التي أعلنها هاني أبوالفتوح، حيث توقعا رفع أسعار الفائدة ما بين 2% و3% في ضوء ارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي في البلاد إلى جانب نقص موارد العملات الأجنبية، لهذا أصبحت الحاجة ملحة لتقرير مصير تصحيح سعر صرف العملة المحلية “الجنيه”.

لفت الخبير أبو الفتوح، إلى أن رفع أسعار الفائدة خلال تلك الفترة سيؤدي للعديد من النتائج الإيجابية وعلى قائمتها:

• تحجيم ظاهرة “الدولرة”.
• تحفيز الادخار بالعملة المحلية “الجنيه”، على الرغم من أن أسعار الفائدة الحقيقية ستظل بالسالب.
• بالإضافة للحفاظ على السيولة الناجمة عن استحقاق شهادات الـ 18% داخل البنوك.

تداعيات الخطوة المتوقعة من المركزي المصري

توقع مصطفى بدرة المحلل الاقتصادي وأستاذ التمويل والاستثمار، قيام المركزي المصري برفع أسعار الفائدة بنسبة 2% “200 نقطة أساس”.

وأكد المحلل الاقتصادي، أن تلك الخطوة المتوقعة من الممكن أن تساهم في خفض معدلات التضخم الاقتصادي المرتفعة وصعودها لمستويات جديدة خصوصًا في ظل خروج أموال شهادات الـ 18% للمودعين، وتوقع ارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي خلال شهر رمضان ودخول موسم الأعياد، وبالتالي من المهم للغاية خلال الوقت الراهن رفع أسعار الفائدة.

كما أعلنت سهر الدماطي أن البنك المركزي المصري قد يلجأ لتقليل حد الائتمان للقروض الشخصية للتأثير على الاستهلاك المرتفع خلال شهر رمضان أو التفكير في رفع نسبة الاحتياطي الإلزامي من جديد.

فخلال شهر سبتمبر من العام السابق 2022 قام المركزي المصري برفع نسبة الاحتياطي النقدي الإلزامي من الودائع على البنوك لمستوى 18% بدلًا من 14% للمرة الأولى منذ شهر أكتوبر لعام 2017.

سيناريوهات متوقعة بشأن أسعار الفائدة

وبحسب التصريحات التي أعلن عنها أبو الفتوح، فإن هذا القرار يمكن أن يؤدي للعديد من السيناريوهات المتوقعة، ومنها، زيادة تكلفة الاقتراض مما يعمل على تقليل الإنفاق والاستثمار وبالتالي خفض الطلب على الخدمات والسلع وبالتالي يؤدي لتقليل الضغط على الأسعار ويساعد في تحقيق نوعًا من الاستقرار لمعدلات التضخم الاقتصادي.

ويجدر هنا الإشارة أنه قد سبق وتوقع بنك “جولدمان ساكس” اضطرار البنك المركزي المصري لرفع أسعار الفائدة 3% بعد ارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي، كما رجحت أيضًا مؤسسة “ستاندرد آند بورز جلوبال” رفع أسعار الفائدة بنفس المعدل مع توقعات بارتفاع دورة التضخم الاقتصادي الراهنة لذروتها خلال منتصف العام الجاري 2023 قبل تراجعها بشكل بطئ خلال النصف الثاني منه.

إقرأ توقعات برفع أسعار الفائدة خلال اجتماع استثنائي الخميس المقبل