الفيدرالي يربك الأسواق.. انهيار وشيك للدولار وتوقعات ارتفاعه تتهاوي
تراجع مؤشر الدولار الذي يتم من خلاله قياس أداء العملة الأمريكية بشكل قوي، حيث تهاوى المؤشر بنسبة 1.89% ليصل لمستوى 110.677، فما أدى لهذا التراجع هو الإعلان عن بيانات التوظيف المتباينة والتي أدى لخلق حالة من الاضطراب بشأن مسار الفائدة بالولايات المتحدة الأمريكية.
أوضحت البيانات الرسمية المعلن عن سوق العمل الأمريكي أن السوق مازال إلى الوقت الراهن غير قادر على إضافة المزيد من الوظائف على الرغم من الأنباء المتداولة بشأن زيادة تسريحات العمالة، والتي كان من أبرزها تسريح أيلون ماسك لنسبة 50% من عمالة تويتر، وإيقاف أمازون وآبل لنشاط التوظيف الجديد خلال الفترة الحالية، وفي الوقت نفسه ارتفعت معدلات البطالة بأمريكا من نسبة 3.6% لنسبة 3.7%.
بعد أصدر تلك البيانات الرسمية عن سوق العمل الأمريكي ارتفع مؤشر الدولار على الرغم من اضطراب السوق، فالبيانات عن سوق العمل التي نشرت تعد متباينة مما دفع الفيدرالي لإبطاء وتيرة رفع الفائدة، وأوضحت التقارير المنشورة بشأن متوسط الأجور في الساعة بأمريكا لنسبة 0.4%، إلى جانب تراجع نمو الأجور لنسبة 4.7% على أساس سنوي بعد أن سجل نسبة 5.0% خلال الشهر السابق، مما يعني أن معدلات تضخم الأجور تراجعت.
وتدل أداة متابعة سعر فائدة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة 50 نقطة أساس بنسبة 66%، ليسجل معدل الأداة ما بين 4.25% و4.50%.
ولكن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أشار أنه سيبطئ من وتيرة رفع أسعار الفائدة، ولكنه لن يتوقف عن رفعها، حيث أن ذروة أسعار الفائدة بأمريكا تعد أعلى مما كانت عليه خلال الوقت السابق بيد أن السوق سعر تراجع أسعار الفائدة من 5.25% قبل البيانات لنسبة 5.09% قرب نهاية تداولات اليوم.
تعليقات الخبراء على الوضع الاقتصادي الراهن بأمريكا
صرح الخبير توماس سيمونس من جيفيرس لوكالة الأنباء “رويترز”، أنه على الرغم من تباين البيانات المعلنة خلال الوقت الراهن، فمن المرجح أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن ينظر إليها، في ظل اعتقاد المركزي الأمريكي أنه احرز تقدمًا كبيرًا في كبح معدلات التضخم الاقتصادي.
وتابع توماس تصريحاته، أن مؤشر نمو الأجور بأمريكا تباطأ بشكل كبير، إلى جانب تراجع الوظائف، ولكن كلهما إلى الوقت الراهن لم يتراجعا بالشكل المقلق، فالبيانات المعلنة اليوم تبقى الباب مفتوح لرفع الفائدة بـ 75 نقطة أساس خلال ديسمبر 2022، ولكن يجب الانتباه للبيانات الهامة التي ستفصل خلال هذا التوقيت والتي سيتم الإعلان عنها قبيل اجتماع الفيدرالي القادم.
تراجع المراهنات على الدولار
كما خفض المضاربون على الدولار الشراء لمستوى 3.08 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي مع بداية شهر نوفمبر 2022، مقارنة بمستوى 10.21 مليار دولار خلال الأسبوع السابق تبعًا للبيانات الرسمية المعلنة.
ورفع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول توقعاته برفع أسعار الفائدة بقوة مما سبب زيادة قوية للدولار الأمريكي خلال الاجتماع السابق الذي عقد يوم الأربعاء الماضي، ولكن المشهد خلال الوقت الراهن مرهون بالبيانات الرسمية الخاصة بمعدلات التضخم الاقتصادي التي سيتم إصدارها يوم الخميس القادم.
مجلس الاحتياطي الفيدرالي مرتبك ويربك الأسواق الاقتصادية
تباينت التصريحات الصادرة عن أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الوقت الراهن، حيث أعلن جيروم باول أن تداعيات المبالغة في سياسات التشديد النقدي أهون بكثير من تحمل تداعيات تجذر التضخم في الاقتصاد الأمريكي، ولكن بأول لم يحسم بعد إذا كان الفيدرالي سيدخل الاقتصاد في مرحلة ركود أم لا بسبب تلك السياسات النقدية المتشددة في ظل الرفع المستقبلي للفائدة المرهون بشكل تام بالبيانات الواردة.
وعلق توماس باركين بعد بيانات سوق العمل، أن سوق العمل الأمريكي مازال قويًا، ولكن لمح لضرورة زيادة الحذر بوتيرة رفع أسعار الفائدة على الرغم من أنه لا يضع نسبة نهائية لما يجب فعله خلال شهر ديسمبر القادم 2022.
وأضاف باركين، “عندما تضخ قدمك على المكبح تعتقد وتفكر في التحويل لطريق أخر، وفي بعض الأحيان تتحرك عمدًا، وهذا ما أنا مستعد لفعله”، وأشار إلى اعتقاده، “أن تداعيات إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة أو الاستمرار فيها لفترة واستمرار الرفع لفترة زمنية أطول هي الأفضل إلى الآن”.
وأعلن نييل كاشكاري، “أن سوق العمل الأمريكي مازال قويًا، على الفيدرالي فعل المزيد، ويتعين عليه تبني وتيرة أبطاء لرفع الفائدة”.
إقرأ الفيدرالي الأمريكي يحذر.. أسعار الفائدة ستواصل ارتفاعها خلال الفترة المقبلة.