ارتفاع تاريخي في تحويلات المصريين بالخارج رغم أزمة فيروس كورونا
أكد البنك المركزي المصري في بيان رسمي صادر عنه اليوم الأربعاء أن تحويلات المصريين بالخارج حققت رقمًا قياسيًا لم يسبق أن تم تحقيقه على مر التاريخ، وذلك بالرغم من انتشار فيروس كورونا المستجد على مدار الأشهر الماضية سواء داخل الدولة المصرية أو حتى في كافة أنحاء العالم الأخرى.
وأشار أيضًا إلى أن ذلك المستوى التاريخي الذي حققته تحويلات المصريين العاملين بالخارج قد ارتفع بنسبة 10.4% أي ما يعادل مبلغ 27.8 مليار دولار أمريكي على مدار العام المالي الماضي، وذلك مقارنة بما كان عليه الوضع خلال العام المالي قبل الماضي الذي وصلت فيه قيمة التحويلات إلى مبلغ 25.2 مليار دولار أمريكي.
وشدد البنك المركزي المصري في البيان على أن نسبة تحويلات المصريين بالخارج قد ارتفعت بنسبة 33.7% في شهر يونيو الماضي من العام الحالي 2020 أي مع نهاية العام المالي، حيث وصلت قيمة التحويلات في ذلك الشهر إلى مبلغ 2.6 مليار دولار أمريكي، وذلك مقارنة بما كان عليه الوضع في شهر يونيو من العام الماضي 2019 التي وصلت فيه قيمة التحويلات إلى مبلغ 1.9 مليار دولار.
وأضاف أيضًا أن انتشار جائحة كورونا كان له أثرًا طفيفًا على تحويلات المصريين بالخارج خلال الأشهر الماضية، وذلك تحديدًا في الفترة بداية من شهر أبريل 2020 إلى غاية شهر مطلع شهر يونيو من نفس العام، حيث تراجعت التحويلات في تلك الفترة بنسبة 10.5% ووصلت قيمتها تحديدًا إلى مبلغ 6.2 مليار دولار، وذلك بعكس ما كان عليه الوضع خلال نفس الفترة من العام الماضي 2019 حيث وصلت قيمة التحويلات وقتها إلى 6.9 مليار دولار.
يذكر أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج تعتبر من من أهم العوامل الرئيسية التي تساعد على دعم الاقتصاد المصري، كما لديها تأثيرًا مهمًا في الوقت ذاته على أسعار الدولار في مصر مقابلة عملة الجنيه، لذلك تحظى دائمًا هذه التحويلات باهتمام كبير جدًا من جانب البنك المركزي المصري والدولة المصرية بشكل عام.
وكان الجميع يتوقع أن انتشار فيروس كورونا سوف يؤثر سلبًا على تحويلات المصريين بالخارج خلال الأشهر الماضية، وخاصة بعدما فقد الكثير من المواطنين وظائفهم بسبب ارتفاع معدلات البطالة في العديد من دول العالم سواء الدول العربية الأخرى أو حتى الدول الأجنبية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال.
ويبقى الأمر الأهم بالنسبة إلى البنك المركزي المصري هو استمرار ارتفاع معدلات تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال الأشهر القادمة، حتى يتمكن الاقتصاد المصري من استعادة عافيته مرة أخرى كما كان حاله في نهاية العام الماضي 2019 قبل تفشي المرض مباشرة، ويكفي الإشارة فقط إلى أن عملة الجنيه تمكنت من الارتقاء إلى مستويات عالية جدًا أمام عملة الدولار الأمريكي، إلا أن ذلك لم يكتب له الاستمرار في الأشهر الماضية، على أمل أن يتكرر نفس السيناريو من جديد قريبًا.