ارتفاع قياسي في أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الجمعة في مصر
شهدت تعاملات اليوم الجمعة ارتفاعًا قياسيًا في أسعار الذهب داخل الدولة المصرية على مستوى جميع محافظات الجمهورية، وذلك مقارنة لما كان عليه الوضع خلال تعاملات يوم أمس الخميس أو حتى تعاملات معظم أيام الأسبوع الماضي بشكل عام.
وكان أكبر ارتفاع سجلته أسعار الذهب قد حدث خلال منتصف الأسبوع الماضي، حيث زاد سعر جرام الذهب وقتها 6 جنيهات كاملة، فيما عرفت بقية الأيام انخفاضًا في السعر إضافة إلى الاستقرار في بعض الأحيان، وكل ذلك دليل واضح على عدم استقرار أسعار الذهب عالميًا منذ مطلع العام الحالي إلى غاية هذه اللحظة.
ومن جانبه أكد نادي نجيب سكرتير عام شعبة الذهب التابعة للغرفة التجارية بالقاهرة سابقًا أن سعر جرام الذهب عيار 18 قد وصل إلى 714.9 جنيهًا، فيما وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 834 جنيهًا بعكس ما كان عليه الوضع مثلاً خلال تعاملات يوم أمس الخميس الذي سجل فيها 826 جنيهًا.
وأشار أيضًا إلى أن سعر جرام الذهب عيار 24 قد وصل إلى 953 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 6672 جنيهًا، أما سعر الذهب في الأسواق العالمية فقد وصل إلى 1914 دولارًا أمريكيًا للأوقية وذلك بعكس ما كان عليه الوضع خلال تعاملات يوم أمس الخميس التي سجل فيها 1892.3 دولارًا أمريكيًا.
يذكر أن انتشار فيروس كورونا في بداية العام الجاري 2020 داخل دولة الصين ومن ثم تفشي ذلك المرض في كافة أنحاء العالم بحلول شهر مارس من العام ذاته كان له دورًا رئيسيًا في حالة عدم الاستقرار التي تعيشها أسعار الذهب طوال الأشهر الماضية، وذلك سواء في حالة ارتفاع الأسعار أو حتى في حالة انخفاض الأسعار.
وترتفع أسعار الذهب في الأسواق العالمية لسبب رئيسي يتمثل في اتجاه المستثمرين لشراء كميات كبيرة من الذهب باعتباره الملاذ الأكثر آمانًا بعكس أي استثمار آخر مثل عملة الدولار الأمريكي على سبيل المثال التي وصلت إلى الهاوية عالميًا خلال الفترة الماضية.
ومن المؤكد أن هذه الوضعية التي تمر بها أسعار الذهب لن تتغير بأي حال من الأحوال خلال الأشهر القادمة، وخاصة في ظل احتمالية استمرار انتشار فيروس كورونا حتى منتصف العام المقبل 2021، ولكن يجب التأكيد في الوقت ذاته أن اكتشاف اللقاح مع نهاية العام الحالي قد يلعب دورًا هامًا في تغيير هذه المعادلة.
ولا يزال تجار الذهب في الأسواق المحلية داخل الدولة المصرية هم أكثر الفئات المتضررة بشدة من وراء عدم استقرار أسعار الذهب وخاصة في أوقات ارتفاع الأسعار، نظرًا لأن زيادة سعر جرام الذهب يؤدي مباشرة إلى ابتعاد المواطنين عن شراء الذهب مما يسبب بالتالي حالة من الركود في كافة الأسواق المحلية سواء على مستوى البيع أو خاصة على مستوى الشراء.
ولعل ما يزيد الأمر تعقيدًا أن الحالة الاقتصادية لشريحة كبيرة من أبناء الشعب المصري ليست على ما يرام منذ انتشار فيروس كورونا، لذا كان من الطبيعي ألا تفكر هذه الشريحة في شراء الذهب تمامًا في الوقت الحالي لحين نهاية هذه الأزمة العالمية.
ويأمل تجار الذهب أن تتحسن الأوضاع قليلاً في الأشهر القادمة قبل حلول عام 2021، نظرًا إلى حجم الخسائر الضخمة التي عانوا منها خلال العام الجاري 2020، علمًا بأن هذه الخسائر طالت معظم التجار بشكل عام على مستوى العديد من المجالات، ولا يقتصر ذلك فقط على الدولة المصرية بل يشمل كافة دول العالم، ويكفي الإشارة فقط إلى أن العديد من الدول الأجنبية فرضت الإغلاق الكامل لعدة أشهر متتالية مما جعل الحياة لديها تتوقف تمامًا.